نتائج البحث:

خلية النحل (جزء ٢)

خلية النحل (جزء ٢)

 

لقــد بكيــت لمــدة اثنــي عــش عامًــا مــن أجــل أصدقــائي الضائعــين وزمــلائي العســكريين ، لكننــي بكيــت أيضً ــا مــن أجــل الأطفــال والنســاء والرجــال العراقيــين الذيــن شــوهوا أو قتلــوا في أعــمال العنــف. أرواح فقــدت ولم تعــش الأرواح حقًــا. بــدأت أرى التأثــير عــلى البلــد: مجتمــع ممــزق في عــالم ممــزق ، وأنــا أيضً ــا محطــم. كان وجــودي في البــلاد يعنــي أننــي لعبــت دورًا في إيــذاء الأبريــاء. بــدأت أفهــم حجــم الدمــار الــذي تســبب فيــه الجيــش الأمريــي في العــراق. ومــع ذلــك ، لم أســتطع أن أرى ، في القطــع المكســورة غــير المتكافئــة ، يــد الخالــق التــي لا ترحــم ترشــدني إلى فهــم أعمــق. نعــم ، كان هنــاك ألم كبــير ، ونعــم ، في فهمــي المحــدود ، لم أســتطع رؤيــة كيــف يمكــن إعــادة ترتيــب القطــع المكســورة وإصلاحهــا ، لأنــه بعــد كل شيء ، حتــى الهيــكل المعــاد بنــاؤه ليــس هــو نفســه الــذي تــم تدمــيره ، بغــض النظــر عــن الكيفيــة يتبــع المهنــدس المعــماري عــن كثــب التصميــم القديــم. لكــن هــذا هــو المــكان الــذي حدثــت فيــه المعجــزة حقًــا بالنســبة لي. وبــدلاً مــن تجنــب العــار الــذي حملتــه وآلام ذكريــات الصدمــة والخســارة ، جئــت لأراهــم معلمــين أقويــاء. أعلــم أن الغــزو والاحتــلال الأمريكيــين أفــرز الكثــير مــن الحــزن والخســارة في العــراق. كنــت أفكــر يوميًــا تقريبًــا في حقيقــة أنــه في نهايــة خدمتــي العســكرية ، عــدت إلى دولــة مســتقرة وآمنــة ذات بنيــة تحتيــة ســليمة وواســعة. أُجــبر الملايــين عــلى عيــش حياتهــم في منطقــة تتســم بالعنــف وعــدم الاســتقرار مــن خــلال عــدم وجــود خيــار خــاص بهــم بينــما اعتــبرني البعــض في وطنــي بطــلاً. تأملــت في إرث الجيــش الأمريــي في المنطقــة. لا أعتقــد أن أقــارن تجربتــي كعضــو عســكري أجنبــي بحــزن وفقــدان أولئــك الموجوديــن في العــراق. أدرك أن المعانــاة كانــت كبــيرة ، ولم أشــعر إلا بالقليــل مقارنــة بالعائــلات والمجتمعــات في العــراق. اليــوم ، ألاحــظ الحيــاة التــي أعيــد بناؤهــا مــن أجــلي. أفكــر في الكلــمات الحكيمــة التــي تخــبرني أنــه ليــس لدينــا ســلام ، وأن الكثــير مــن المــرض في العــالم هــو لأننــا ننــسى أننــا ننتمــي إلى بعضنــا البعــض. تحــدث القرابــة عندمــا نرفــض نســيان هــذه الحقيقــة. لــدي مجموعــة مــن الأصدقــاء المخضرمــين الذيــن يكرســون جهودهــم لعمــل شــهود عــلى تأثــير الجيــش الأمريــي في البلــدان الأجنبيــة - العــراق وأفغانســتان وفيتنــام وغيرهــا. لــدي مجموعــة مــن الأصدقــاء العراقيــين في فيلادلفيــا. أنــا محظــوظ جــدًا للجلــوس معهــم للاحتفــال بثقافتهــم العربيــة ، والجلــوس معهــم لإحيــاء ذكــرى حياتهــم في وطــن أجدادهــم ، والمشــاركة في فرحــة حياتنــا الجديــدة. لقــد جمعنــا الأمــوال ، وأنشــأنا مســتعمرتين مــن النحــل ، وتبرعنــا بالعســل الــذي ينتجهــون. نتطــوع معًــا. إن قــوة ومرونــة أصدقــائي الذيــن مــا زالــت عائلاتهــم تعيــد بنــاء وطنهــم أو تعيــد بنــاء حياتهــم في بلــدان أخــرى تنتــج ببســاطة الرهبــة. يُنظــر إلى تصميــم اللــه في الجــمال والتناســق معماريــة مذهلــة عنــد التأمــل في هــذا الجــمال والتصميــم ، لكننــي بــدأت أفهــم كيف ينكشــف اللــه في عــدم التناســق ، في الأنقــاض ، في غــير المفهــوم. علمتنــي هــذه الظواهــر أن الســلام يــأتي مــن رؤيــة اللــه في الألم. الأنقــاض التــي أراهــا الآن هــي الجــدران التــي بنيتهــا والحيــاة تحطمــت: جــدران الحكــم والنقــد ، الجــدران التــي تفصلنــي عــن الآخريــن بنــاءً عــلى الاختلافــات في الخلفيــة والثقافــة ، والجــدران التــي أخبرتنــي بــالألم وفقــدان كان أصدقــائي العســكريون مختلفــين ومتميزيــن عــن ألم وخســارة العراقيــين. أفهــم بشــكل أفضــل كيــف ننتمــي إلى بعضنــا البعــض. عندمــا أتقبــل الألم بــدلاً مــن تجنبــه أو إنــكاره ، فــإن ذلــك يوجهنــي بســلام. مــن خــلال عكــس الســلام والفــرح مــع هــؤلاء الأصدقــاء ، نجلــب حــلاوة قــرص العســل وفرحــة شــجرة الفاكهــة وعمــق الأرابيســك في هــذه الحياة.



 

 

 

الكاتب: ليروي انك